recent
أخبار ساخنة

الحسد..!! يفتك بصاحبه ولو بعد حين..

الصفحة الرئيسية


صورة تعبر عن نظرة الحاسد


الحسد..!! يفتك بصاحبه ولو بعد حين..


أحبائنا متابعي مجلة حياتي 


إن هذه القصة هي من واقعنا المرير 

وأحداثها مقتبسة عن قصة حقيقية


صورة لعيون شريرة حمراء تعبر عن نظرة الحسد بدون خلفية

سأحدثكم اليوم فيها عن " سعيد الطيب "


الذي هو اسمٌ على مسمى، فقد

 كان شاباً جميل الخلقة، يخاف الله  

ويتقيه في كل أمور حياته،  

متزوجٌ ولديه طفلين جميلين، 

وزوجته امرأة صالحة تطيعه في 
ما يرضي الله تعالى..
عنده دكانٌ صغير في السوق،
يعمل فيه بهمة ونشاط ويمضي
معظم وقته في دكانه هذا، ويبتعد عن
 كل ما حرمه الله تعالى..
كريمٌ في بيته ولأهله، 
لذلك هو في نظر زوجته بمثابة 
الرجل الصالح والزوج المثالي.


عيون حمراء تعبر عن الحسد


وكان لسعيد جارٌ سيءٌ وشرير 
في السوق واسمه " خالد " 
فكان " خالد الشرير " هذا يحسد سعيدا 
كثيرا على كل شيء، 
 وكلما جلس مع أصدقائه الذين هم 
من نفس طينته وطباعه السيئة، 
في دكانه المجاور " لسعيد الطيب " 
يبدأ بالكلام بالسوء عن جاره سعيد 
والحسد يكاد يقتله لشدة غيرته منه 
ويقول لهم: 
أنظروا إليه كيف يتهافت الناس 
على دكان جاري سعيد 
بينما لا أحد إلا القليل يأتي لدكاني.. 
اوففف..  مع أنني أغنى منه
وفي دكاني.. بضائع أكثر مما في 
دكان سعيد بكثير، 
أنظروا بنفسكم أنظروا..
أليس دكاني أكبر من دكانه الصغير؟ 
أليست بضائعي أكثر وفرة وتنوعا
 من بضائعه..؟؟
أجيبوني ها.. 
أليس ما أقوله صحيحا؟
ومع كل هذا..
فالناس تفضل الشراء منه دائما.


صورة لرجل ينظر من خلال الظلام تعبر عن نظرة الحاسد



هكذا كان حال " خالد الشرير " يحسد
جاره الطيب على أي شيء.
وكان سعيد ميسور الحال ورزقه 
واسع وبازدياد دائم بفضل الله،
فاشترى سيارة جديدة وملئ دكانه 
بالكثير الكثير من البضائع، 
وخالد الشرير يزداد كرهاً وغيرةً 
وحسداً من هذا الطيب سعيد 
الذي كان طيباً ومتواضع مع الجميع 
ومحبوباً من كل جيرانه وأصدقائه 
الذين هم من أطلق 
عليه لقب " سعيد الطيب "
ثم بعد فترة بدأت حالة سعيد تتغير 
للأسوء فصارت الزبائن لا تأتي 
كثيرا إلى دكانه، 
وأصبحت المصائب والمشاكل ترافقه
 
معظم يومه في الدكان، وزادت 
خسائره ومصائبه 
حتى صحته تدهورت كثيرا من الهم 
والحزن على هذا الوضع الذي
 أصابه فجأة. 





وبقي على هذه الحال فترة من الزمن 
حتى جاءت تلك الليلة التي 
نشب فيها حريق كبير بدكانه ، 
وقضى هذا الحريق على كل مافيه من 
بضائع وأثاث ، وهكذا خسارة تلو الأخرى 
ومصيبة وراءها بلوة..

حتى أخذ سعيد قرارا بترك بلده 
والسفر إلى الخارج مع عائلته 
ليبدأ هناك حياة جديدة 
بعيدا عن كل شي 
أصابه وأهمه في بلده.

ولكن " خالد الشرير " كان فرحا بأخبار 
" سعيد الطيب " بل ويكاد يطير من 
شدة فرحه.
وشيئا فشيئا صار المرض يشتد على 
سعيد من كثرة الهم والحزن 
وهو على هذه الحال سنوات عديدة.

فصرت إذا نظرت إليه لم تصدق بأنه 
هذا هو نفسه " سعيد الطيب "
 الشاب الوسيم.. صاحب القوام الممشوق 
والطلة البديعة،.. 
فسبحان الذي يغيير ولا يتغيير.

صورة عيون حمراء تعبر عن نظرة الحاسد



ومع كل هذا كله ظلَّ " سعيد الطيب " 
صابراً على ما أصابه، وهو يدعو الله
 صباحا ومساءا  
عساه أن يفرّج عنه ما أهمه،
ويغيير حاله إلى الأحسن.

سبحان الله بعدما كان ميسور الحال..
صار بالكاد يستطيع تأمين مصاريف
بيته من طعام وشراب وملبس،

وبعد أن كان شابا صحيحا لا يشكو من 
شيء، أصبح مريضا هزيل البدن غارقا 
في البلاء والهموم على ما أصابه 
من سوء الحال، 
وهو يردد ويكرر دائما 
عبارةً كان يكررها أحد الصالحين 
من قبله: 

" إلهي لو صببت عليَّ البلاء صبّا، 
ما ازددت فيك إلا حبّا "

وكما قال سيدنا أيوب في مصابه 
حين ابتلاه الله تعالى: 

" وأيوب إذ نادى ربه أني مسني الضر 
وأنت أرحم الراحمين "
 
صدق الله العظيم ( الأنبياء - ٨٣ )


صورة لعينان حمراوان تعبر عن نظرة الشر أو الحسد


وبعد أكثر من ١٠ سنين وهو على هذا 
الحال حتى شاء الله سبحانه وتعالى 
أن يجتمع برجل من أهل الله، 
فعندما رأى حال سعيد وسأل عنه 
وسمع ما أصابه، كيف كان وكيف أصبح.

بدأ يحثه على قراءة القرآن 
بشكل متواصل، ويطلب منه قراءة 
سورٍ وآيات محددة ، 
كنوع من العلاج والرقية الشرعية له،
لعلّ الله تعالى أن يخلصه مما فيه 
ببركة القرآن الكريم،
فكما جاء عن رسول الله ﷺ 
أنه قال : 
" عليكم بالشفاءين القرآن والعسل "

وفي صباح يوم من الأيام، استيقظ 
سعيد باكراً على غير عادته وهو يحس 
بسعادة كبيرة لم يشعر بها من 
سنين طويلة، حتى الأمراض والأوجاع 
التي كانت رفيقته في كل صباح 
لم تكن موجودة، فأيقظ زوجته 
وصنع فنجانين من القهوة لهما
وجلسا معاً يتحدثا وهو 
يخبرها بسعادة لا توصف 
عما يحسه في هذا اليوم الجميل.

ثم رن هاتف سعيد الخليوي، وكان المتصل 
هو أحد أصدقاء سعيد الطيبين 
الذي كان يعرفه في وطنه 
قبل أن يسافر، وصار يتكلم معه 
ويسأل عن حاله وأحواله من باب 
الإطمئنان عليه، 
عندها أخبره صاحبه هذا عن جاره 
القديم " خالد الشرير " 
بأنه في المستشفى بعد تعرضه 
قبل عدة أيام 
إلى حادث سير خطير 
وأنه قد نجا منه بأعجوبة.
 
وأصبح مشلولا ولن يستطيع المشي 
على قدميه مرة ثانية. 

حزن سعيد جدا لسماع هذا الخبر، 
فهو طبعا لم يكن يعرف ما كان يكنه 
ويضمره له جاره الشرير خالد
من حسد وضغينة، 
فقرر الاتصال به بعد انتهاءه من 
هذه المكالمة، للاطمئنان على صحته 
كنوع من حسن الجيرة والطباع 
الحسنة التي كان يتمتع بها 
" سعيد الطيب "

صورة لعينان تعبر عن الشر أو نظرة الحسد



وفعلا بعدما أنهى سعيد مكالمته 
وحصل على رقم 
جاره السابق " خالد الشرير " منه، 

اتصل به وسلم عليه وصار يحاول
 أن يخفف عنه ما أصابه وهو يحثه 
على الصبر والتحمل،

ثم سأله إن كان يحتاج أي مساعدة
من أي نوعٍ يشاء وألح عليه.. 
عندها بدأ " خالد الشرير " بالبكاء بشدة، 
ومع كل محاولات " سعيد الطيب " 
لتهدئته والتخفيف عنه..
إلا أنه صار يبكي بحرقة، 
ثم بدأ يقول بصوت متكسر: 
أرجوك سامحني يا سعيد.. 
سامحني عندها استغرب " سعيد " 
من إلحاح  " خالد " في طلب
السماح منه، وصار يقول له: 
أسامحك يا أخي لا تخف ولكن على 
ماذا ترديني أن أسامحك 
فأنت كنت جارا طيبا معي 
طوال تلك السنوات التي كنا فيها 
جيرانا،..
فعلى ماذا تريدني أن أسامحك يا أخي ؟؟
 
ثم بدأ " خالد الشرير " بالتحدث بصوت 
متقطع وهو يقول: 
أنت طيب جدا يا سعيد 
وأنا أسأت لك دون أن تعلم 
وأما الآن فقد تبت إلى الله 
فأرجوك أن تسامحني علَّ الله تعالى 
يقبل توبتي ويتجاوز عني مافعلت.

استغرب سعيد الطيب مما يقوله جاره 
القديم " خالد " 
وقال له : ولكن على ماذا 
أسامحك يا أخي..؟ 


فقال خالد:  اسمع يا أخي سعيد قصتي 
ولا تقاطع حديثي حتى أنتهي أرجوك.


سعيد: حسناً، أكمل يا اخي فأنا أسمعك.


خالد: لقد كنت دائما نعم الجار ولكني 
كنت أكرهك وأحسدك على كل شيء..
كل شيء. 
وتابع حديثه بصوتٍ مختنق وهو يبكي 
ويقول: كنت أتمنى دوما أن تزول 
النعمة منك وتأتي إلي، 
وكنت أحسدك على دكانك وزبائنك
الكثيرين، وشكلك الجميل، 
وأولادك وزوجتك، 
حتى السيارة الجديدة التي اشتريتها 
كنت أحسدك عليها.

قاطعه سعيد وقال: نعم فقد أحسست 
بأن حالي تغيير تماما بعد 
شرائي لتلك السيارة.

خالد: ولكنك لا تعلم أني كنت أحسدك
 عليها وعلى كل شيء.. 
كل شيء صدقني. 
وبقيت أحسدك وأغار منك حتى 
اللحظة التي حصلت لي بها
هذه الحادثة، وخسرت قدماي 
وأصبحت معاقا مشلولا، 
ولن أستطيع السير مجددا كل حياتي،

كله بسببي، وبسبب شيطاني
 الذي ما كان يتوقف عن كرهك 
وحسدك على كل شيء لديك. 
وتابع كلامه وهو يبكي بشدة ويقول: 
أتعلم أني اشتريت سيارتك الجميلة تلك، 
حتى أنني عملت ذلك الحادث المروع بها. 
طبعا أنت لا تعلم كل هذا، 
فأنا من كان يضمر كل ذلك الشر 
بداخلي حتى انقلب كله علي. 
هل تعلم سبب ذلك الحادث، 
إنها تلك السيارة الملعونة التي
كنت أحسدك عليها.

فقد ذهبت لشراء سيارة من أحد معارض
 
السيارات وبينما أنا أبحث عن سيارة 
مشابهة للسيارة التي كانت لديك، 
وجدتها هي بذاتها ومن شدة فرحي 
بأنها هي ذاتها لم أقم بفحص أي 
شيء فيها، ولكن الله ربٌّ منتقم، 
فقد كان فيها خللا كبيرا 
وكان معظم الناس يرفضون شرائها 
من هذا المعرض بعد أن بعتها له أنت
بعدة سنين.

سعيد: نعم نعم أذكرها جيدا.. 
ولكني كنت قد أخبرت صاحب المعرض 
عن هذا الخلل الذي بها، ولذلك اشتراها 
مني بنصف ثمنها الحقيقي. 
خالد: علمت ذلك.. علمت الآن علمت.. 
فقد كان صاحب المعرض يخبر كل 
زبونٍ يريد شرائها بالخلل الذي بها، 
ولذلك كانوا يرفضون شرائها طوال 
تلك السنين ، وعندما قرر صاحب المعرض
 
أن يبيعها ليتخلص منها دون أن يخبر
 أحدا عن ذلك الخلل القاتل فيها، 
كنت أنا المشتري الذي لم يكن يراها
 إلا بعين الحسد والحاسدين.

ثم شهق من شدة بكاءه وتابع يقول: 
وكان من نصيبي أن أشتريها أنا لأنال 
بها عقابي على كل ما كنت أضمره لك 
في داخلي من كره وحسد، 
وعندما علمت بكل هذه القصة، 
أدركت وقتها أن الله تعالى عاقبني 
أشد عقاب على ما أضغنته 
لك في قلبي.. 
ولكني والله ووالله تبت إلى الله
بعد أن فهمت وتعلمت أن الله 
أحسن المنتقمين. 

فإني أرجوك وأتمنى عليك أن تسامحني، 
أسالك بالله الحي القيوم الذي لا تأخذه 
سنةٌ ولا نوم، أن تسامحني وتصفح
عني، لعل الله تعالى يقبل توبتي. 
وإلا.. فإذا كان هذا عقابي في الدنيا، 
فماذا سيكون عقاب الله لي 
في الآخرة يا أخي. 
والله إني لا أقوى على حر النار.
 
ثم بدأ سعيد بالتحدث بصوتٍ متلعثم 
وهو غارق في البكاء على ما 
سمعه من جاره القديم " خالد " 
وقال له: أسامحك لوجه الله 
يا أخي خالد، 
فإني والله لا أرضى بأن يكون 
لك موقف من مواقف يوم القيامة 
بسببي أنا، مهما كان ما فعلته بي. 
أو أضمرته في قلبك تجاهي. 
وأسال الله تعالى لك أن يسامحك
ويتجاوز عنك، 
ثم تكلم خالد مرة أخرى وقال: 
سعيد أرجوك.. لي عندك طلب وأتمنى 
أن لا تردني خائباً. 
سعيد: نعم نعم أطلب ما تشاء يا أخي. 
خالد: سبحان الله بعد كل ما سمعته 
مني عما فعلته وأضمرته لك، 
تسامحني أنت بهذه البساطة. 
فعلا إنك كما كانوا يطلقون عليك 
" سعيد الطيب " 
وإني والله أخجل من الله أولا 
ومن نفسي ومنك 
بعد كل ما صنعته بك وأرجوك 
وأتوسل إليك 
أن تقبل مني نصف ما أملك من نقود 
وأملاك تعويضا مني عن كل 
ما فعلته بك أو حصل لك بسببي، 
فقد علمت بكل ما حل بك من 
بلاء ومصائب.

فأجاب سعيد على الفور: تمهل يا أخي 
أرجوك فأنا سامحتك ابتغاء 
مرضاة ربي، ولم أسامحك 
طلبا لمال او لشيء في هذه الدنيا، 
فكلنا راحل عنها، 
وهنيئاً لمن جهّز نفسه وتزوّدَ للآخرة.

خالد: صدقت يا أخي صدقت والله،
ولقد غمرتني بكرمك وحسن أخلاقك
 وطيبتك، وأسألك بالله أنك إذا احتجت 
لأي شيء 
أن لا تطلب من أي أحد إلا مني أنا 
وأرجوك ..أرجوك أن تفعل.

سعيد:  حسنا يا أخي سأفعل، السلام عليكم.

خالد : وعليك السلام يا أخي سعيد الطيب.

وهكذا وبعد فترة قصيرة عادت الحياة
 إلى طبيعتها في بيت صاحبنا 
سعيد الطيب، 
وعاد لعمله وأهله وأصحابه 
وحمد الله تعالى 
كثيرا وأثنى عليه، 
فرِحاً بأنه تعالى أخرجه من البلاء 
الذي كان فيه.
وهكذا أحبائنا نرى نهاية الحسد
 وماهو فاعلٌ بالحاسد والمحسود.

فإنه والله وبالٌ على صاحبه حتى وإن 
تأخر العقاب ولكنه آت لا محالة. 


قال الله تعالى: 

" واتّقوا يوماً تُرجعونَ فيهِ إلى الله 
ثم تُوفى كل نفسٍ ما كسبت 
وهم لا يُظلمون " 

صدق الله العظيم
( البقرة - ٢٨١)











google-playkhamsatmostaqltradent